منتدى الخفاجيه
ألسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته

مرحبا بك زائرنا ألفاضل فى منتدى الخفاجيه
سعدنا بزيا رتك ونتشرف بتسجيلك
نتمنى لك مرورا طيب

وأعلم أخى ألفاضل أكرمك ألله
أن
(( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))

مع تحيات إدارة المنتدى
منتدى الخفاجيه
ألسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته

مرحبا بك زائرنا ألفاضل فى منتدى الخفاجيه
سعدنا بزيا رتك ونتشرف بتسجيلك
نتمنى لك مرورا طيب

وأعلم أخى ألفاضل أكرمك ألله
أن
(( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))

مع تحيات إدارة المنتدى
منتدى الخفاجيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الإمام على كرم الله وجهه Uooooo10
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الإمام على كرم الله وجهه Uooooo10
ننوه عناية حضراتكم أن ألمنتدى للتواصل وأن معظم ماورد به منقول للفائدة وألمنفعة فإن كان صواب فمن الله وحده وإن كان هناك نقص فمنا وألشيطان
الإمام على كرم الله وجهه Uooooo10
يمنع منعاً باتاً نشر مواضيع تتعلق بالسياسة والاديان والملل وسيتم حذف المواضيع المخالفة وستضطر ادارة المنتدى لحذف العضوالمخالف لقوانين المنتدى
الإمام على كرم الله وجهه Uooooo10
ألسلام عليكم يا زائر منورالمنتدى
الإمام على كرم الله وجهه Uooooo10
عددأعضاء المنتدى 1077
الإمام على كرم الله وجهه Uooooo10
الرقم القياسى للأعضاء المتواجدين فى نفس الوقت كان 490 بتاريخ الأربعاء 21 مارس 2012, 7:39 pm

آخرعضومسجل هو رانيا مصطفى فمرحباً به

 

 الإمام على كرم الله وجهه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمد كمال سيد خفاجى
إدارة ألمنتدى

إدارة ألمنتدى
احمد كمال سيد خفاجى


الإمام على كرم الله وجهه Ami16831
مصر
ذكر
العمر : 51
برج : الثور
عدد المساهمات : 21
نقاط : 66
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 08/06/2011
الإمام على كرم الله وجهه GLx98673
الإمام على كرم الله وجهه 1-3811
شكراًلك لزياتك لصفحتى


الإمام على كرم الله وجهه Empty
مُساهمةموضوع: الإمام على كرم الله وجهه   الإمام على كرم الله وجهه I_icon_minitimeالأحد 10 يوليو 2011, 7:58 am

الإمام على كرم الله وجهه
ــ

على أبن أبى طالب











على بن أبى طالب
هو : على بن أبى طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
واسمه أبى طالب : عبد مناف
وقيل : اسمه كنيته
واسم هاشم : عمرو
أم على : فاطمة بنت أسد بن هاشم
كنية على : أبو الحسن أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره على أبنته فاطمة سيدة النساء
وأبو السبطين : الحسن والحسين
- أول هاشمى ولد بين هاشميين
- أول خليفة من بنى هاشم
- أصغر من جعفر وعقيل وطالب
- وهو أول الناس اسلاما .. فى قول كثير من العلماء
- هاجر إلى المدينة
- شهد جميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبوك ..
- فشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان ..
- واستبقاه الرسول على أهله فى غزوة تبوك
- له بلاؤه المشهود فى جميع المواقف
- أعطاه النبى اللواء بيده فى مواطن كثيرة منها يوم بدر أكثر الغزوات شهرة
-على خلاف-
- دفع الرسول صلى الله عليه وسلم إليه اللواء يوم أحد بعد مقتل مصعب بن عمير
- آخاه الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين حين آخى بين المهاجرين مرة
- ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة وقال له فى كل واحدة منهما :
" أنت أخى فى الدنيا والآخرة "
إسلامه
روى أنه جاء بعد إسلام خديجة بيوم فرآها تصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا محمد ، ماهذا ؟
قال : دين الله الذى اصطفى لنفسه ، وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وإلى عبادته..
وأن تكفر باللات والعزى
قال على : هذا أمر لم أسمع به من قبل .. فلست بقاض أمراً حتى أحدث أبا طالب
وكره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفشى عليه سره قبل أن يستعلن أمره
فقال له :
" يا على .. إن لم تُسلِم فاكتم "
فمكث " على " تلك الليلة .. فأوقع الله فى قلبه الاسلام فأصبح غادياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فقال :
ماذا عرضت علىَّ يا محمد ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وتكفر باللات والعزى ، وتبرأ من الأنداد "
ففعل على وأسلم .. وكتم إسلامه ..
ومكث يأتيه سراً خوفاً من أبى طالب
وكان مما أنعم الله به على " على " أنه ربى فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الاسلام
وعن مجاهد قال : أسلم " على " وهو ابن عشر سنين
وعن ابن عباس قال : أول من أسلم " على "
وقال " على " كرم الله وجهه :
" لم أعلم أحدا من هذه الأمة عَبَدَ الله قبلى ، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع سنين "
وذكر ابراهيم النخعى : أن أول من أسلم أبو بكر
وعن حبة العرنى قال :
سمعت عليا يقول : أنا أول من صلى مع النبى صلى الله عليه وسلم
وجاء عن سلمان الفارسى قال :
أول هذه الأمة ورودا على نبيها .. أولها اسلاما " على ابن طالب "
وعن أبى أيوب الأنصارى قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لقد صلت الملائكة علىّ وعلى " على " سبع سنين وذاك أنه لم يصل رجل غيره
وجاء أيضاً :
" أن خديجة أول من أسلم مع النبى صلى الله عليه وسلم ثم " على "
وسئل محمد بن كعب القرظى عن أول من أسلم :
" على " أو " أبو بكر " ؟
قال : سبحان الله .. " على " أولهما إسلاما .. وإنما اشتبه على الناس لأن " عليا " أخفى اسلامه عن أبى طالب .. وأسلم أبو بكر وأظهر اسلامه
إذن فقد قال جماعة إن " عليا " أول من أسلم .. وقيل أبو بكر .. والله أعلم..
ذكرنا ما قيل عن إسلامه لنقف فقط عند مدى سبقه فى هذا الصدد .. وليس لتفضليه على أحد
فقد زعم قومٌ أن لهم الحق فى تفضيل الخلفاء الراشدين بعضهم على بعض .. وترتيبهم طبقاً لأوليات نفثها الشيطان فى روعهم ..
فزعم البعض أن الإمام " على " رضى الله عنه كان أولى بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأن من جاء بعده اغتصب منه هذا الحق ظالماً له
وليت الأمر اقتصر على من عاصر هذه الأحداث واكتفى بمجرد ابداء الرأى فيها حرصاً على وحدة المسلمين لكنهم حملوا احقادهم وورثوها لأجيال عبرت بها مئات السنين حتى عصرنا هذا .. يناصبون العداوة والبغضاء كلا من أبى بكر وعمر . ويقعون فيهما وفى سلامة إيمانهما وكأنهم يريدون لهذه القضية التى افتعلوها أن تظل مثارة عبر العصور تَفُتُ فى عضد المسلمين وتفرق وحدتهم وتشتت جمعهم ..
وتجعلهم يقفون فرادى ضعفاء أمام أعدائهم .. أعداء الاسلام .
ما الذى يعود على الاسلام والمسلمين من رفع هذه الشعارات المدمرة وإعادة مناقشتها واثارتها وإذا استمر التشكيك فى قيادات المسلمين الأوائل خاصة فى أبى بكر وعمر فماذا بقى من الاسلام بعد ذلك .. ؟ وأية قدوة إذن يمكن أن تقوم للأجيال لدراستها والاقتداء بها.. ؟
هؤلاء المحرضين الممفتتين لوحدة الاسلام فاتهم أن " عليا " كرم الله وجهه مهما كان رأيه فى نفسه لم يتفوه بكلمة واحدة تسئ إلى أى منهما .. بل لقد كان المدافع عنهما فى حياتهما وبعد موتهما طالما كان هو حيا .
فعنه أنه قال :
قيل يارسول الله ، من يؤَمَّرُ بعدك ؟
قال : إن تؤمروا أبا بكر .. تجدوه أميناً زاهراً فى الدنيا .. راغباً فى الآخرة
وإن تؤمروا عمراً.. تجدوه قوياً أميناً لايخاف فى الله لومة لائم ..
وإن تؤمروا " عليا " .. -ولا أراكم فاعلين- تجدوه هادياً مهدياً .. يأخذ بكم إلى الصراط المستقيم..
مسند الامام أحمد 1/108 ، 109
هذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وحَدَّثَ به " على " نفسه أنه لايحتاج إلى شرح أو بيان ..
لقد بدأ الرسول بترشيح أبى بكر .. وثنى بعمر ..
ثم ذكر علياً واستدرك بما يعلم أو بما أراه الله من حقيقة ..
وذكر فضل الأئمة الثلاثة
ولا أحد ينكر من قول رسول الله شيئاً
فلماذا حَمْلُ الأحقاد عبر الأجيال ..؟
بل جاء عن " على " أيضا ..
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ناصحاً :
" أنت بمنزلة الكعبة .. تؤتى ولا تأتى ..
فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك (أى الخلافة) فاقبل منهم ..
وإن لم يأتوك فلا تأتهم .. حتى يأتوك ..
حوار فى البيت الهاشمى :
فى اليوم الذى قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال :
خرج على بن أبى طالب يومئذ على الناس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الناس :
يا أبا الحسن ، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : أصبح بحمد الله بارئاً
قال : فأخذ العباس بيده ثم قال :
يا "على" :
أنت والله عبد العصا بعد ثلاث أحلف بالله لقد عرفت الموت فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كنت أعرفه فى وجوه بنى عبد المطلب
فانطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن كان هذا الأمر فينا عرفناه .. وإن كان فى غيرنا .. أمرناه فأوصى بنا الناس
قال له على : إنى والله لا أفعل
والله لئن منعناه .. لايُؤْتِينَاهُ أحد بعده !
فتوفى رسول الله حين اشتد الضحاء من هذا اليوم
هذا الحوار يفيد أنه لو كانت هناك وصية من الرسول " لعلى " بالخلافة لعلمها ولذهب بعمه العباس ليكون شاهدا عليها ..
بل لو وُجِدَت مثل هذه الوصية لأعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فهو الذى لم يُخْفِ شيئاً عن أمته حتى مانزل من عتب شديد أو مانزل من أحكام جاءت موافقة لما رآه عمر فى أسرى بدر ... أو فى غير ذلك ، فكيف يخفى أمر الخلافة لو كان يريد أن يستخلف " علياً " بعده ؟
إن الامام على كان من الذكاء الثاقب الذى لايكتفى بمجرد السؤال والاستفسار عن الخلافة ستؤول لمن بعد الرسول .. ولكنه كان يقدر ما سيترتب على إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم من تأثير على المستقبل
فماذا لو وافق عمه العباس وانطلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وسأله هذا السؤال : إلى من سيكون أمر الخلافة ؟
أيكون فينا أم فى غيرنا ؟
فماذا لو أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال :
أن الخلافة ليست لكم .. ولكن لغيركم إن أحدا لايستطيع أن يكتم مايتفوه به الرسول ويكون قوله فى تلك الحالة حجة عليهم فلا تصل إليهم الخلافة بعد ذلك أبداً ..
ولذلك نجد الامام لم ينطلق مع عمه العباس ليسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمر الخلافة حتى يظل الباب مفتوحاً .. إن لم يكن اليوم ففى المستقبل خاصة وأن جميع الملابسات والظروف تشير إلى أن الخلافة لأبى بكر رضى الله عنه .
لاسيما وأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد أصر على أن يؤم الناس أبا بكر ولا أحد سواه حتى عمر مما كاد يقطع بأن الأمر لم يكن لمجرد الأمانة فى الصلاة فقد صلى الرسول خلف أبى بكر .. فأى حرج فى أن يصلى أبا بكر خلف عمر ولكن يبدوا أن الرسول كان يستهدف توثيق وتأكيد أمر معين ..
عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد قال :
لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده فى نفر من المسلمين
قال : دعاه بلال إلى الصلاة
فقال : مُرُوا من يصلى بالناس
قال بلال : فخرجت فإذا عمر فى الناس وكان أبو بكر غائباً
فقلت : قم ياعمر فصل بالناس
فقام عمر .. فلما كَبَّر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وكان عمر رجلاً مجهرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين أبو بكر ؟
يأبى الله ذلك والمسلمون .. يأبى الله ذلك والمسلمون ..
فبعث إلى أبى بكر . فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة .. فصلى بالناس
قال عمر : حسبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بهذا ولولا ذلك ماصليت بالناس
قال عبد الله بن زمعة :والله ما أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك
ولكنى حين لم أر أبا بكر .. رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس
وهكذا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قال :
" مروا من يصلى بالناس "
وهذا أمر عام لم يحدد فيه أحداً بعينه
إلا أنه حين سمع صوت عمر يؤم الناس لم يكتف بأن يسأل عن أبى بكر .. ولكن أضاف قوله : " يأبى الله ذلك والمسلمون " وكررها مرتين بل وأرسل إلى أبى بكر فحضر وأعاد الصلاة التى صلاها عمر مما يعتبر تصريحاً باسم الشخص الذى يجب أن يكون خلفاً للرسول . فعل الرسول ذلك رغم ما فيه من حرج على عمر .. لكن يبدو أن الأمر لم يكن مجرد الموافقة على صلاة واحدة يؤديها عمر فى غيبة أبى بكر .. والا فالصلاة صحيحة ..
ولعل معنى الاستخلاف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذى فهمته السيدة عائشة رضى الله عنها حين قالت :
لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" مروا أبا بكر .. فليصل بالناس "
نلاحظ هنا التحديد بالاسم
قالت : يا نبى الله ، إن أبا بكر رجل رقيق .. ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن
" ونلاحظ هنا أيضا أن الرسول لم يقتنع بهذا التعليل "
فقال مرة أخرى : مروه فليصل بالناس
قالت عائشة : فعدت بمثل قولى
قال الرسول : " فى حزم غير قابل للتراجع "
إنكن صواحب يوسف ، فمروه فليصل بالناس
قالت عائشة :
" ونرى فى قولها أنها كشفت عن نيتها الحقيقية ومدى مافهمته من وراء صلاة أبى بكر بالناس
فوالله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يُصْرَفَ ذلك عن أبى بكر
وعرفتُ أن الناس لايحبون رجلاً قام مقام الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً
وإن الناس سيتشاءمون به فى كل حدث كان ..
فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر
هل كنت كل هذه الملابسات تغيب عن فطنة على رضى الله عنه ؟
كلا لقد اكتملت البيعة لأبى بكر بعد رسول الله وبايعه الجميع .. وكان سندهم القوى فى اختياره هو ماجهروا به جميعاً :
ارتضاه الرسول لديننا .. فكيف لانرضاه لدنيانا ..؟
إذا فإن إصرار الرسول على ألا يصلى بالناس أحد غير أبى بكر .. فى أيامه الأخيرة .. حدد للمسلمين طريق الاختيار ..
أمر آخر يشير إلى رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم فى استخلاف أبى بكر حين بعث أبا بكر أميرا على الحج من سنة تسع ليقيم للمسلمين حجهم .. والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم ..
فخرج أبو بكر ومن معه من المسلمين
قال ابن اسحق : ..
لما نزلت براءة (سورة براءة) على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قيل له : يارسول الله لوبعثت بها إلى أبى بكر فقال : لايؤدى عنى إلا رجل من أهل بيتى ..
" وهنا نلمح الفرق بين الأداء الخاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى لايكون إلا برجل من أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ويبين الأداء العام عن المسلمين جميعاً كالصلاة والحج و... "
ثم دعا الرسول " على بن أبى طالب " رضوان الله عليه فقال :
" أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن فى الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى
إنه لايدخل الجنة كافر .. ولايحج بعد العام مشرك .. ولايطوف بالبيت عريان
ومن كان له عند رسول الله عهد .. فهو له إلى مدته "
فخرج " على بن أبى طالب " رضوان الله على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء .. حتى أدرك أبا بكر فى الطريق
"ولنتأمل فى دقة أبى بكر رضى الله عنه واستعداده لطاعة الرسول على أى وجه" قال أبو بكر : أأمير .. أم مأمور ؟
ولنتأمل أيضاً حرص على رضى الله عنه على نقل رسالة الرسول كما هى .. وتسليمه بقيادة أبى بكر لجميع المسلمين فى الحج ،
قال على : بل مأمور
ثم مضيا .. فأقام أبو بكر للناس الحج
والعرب إذ ذاك فى تلك السنة على منازلهم من الحج التى كانوا عليها فى الجاهلية
حتى إذا كان يوم النحر ، قام على بن أبى طالب رضى الله عنه ..
فأذن فى الناس بالذى أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : أيها الناس ..
" إنه لايدخل الجنة كافر .. ولايحج بعد العام مشرك .. ولايطوف بالبيت عريان
ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى مدة فهو إلى مدته "
فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ، ولم يطف بالبيت عريان ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه إشارة أخرى لرغبة الرسول صلى الله عليه وسلم فى استخلاف أبى بكر لاتغيب عن فطنة "على " رضى الله عنه
أما ماجاء على لسان " على " رضى الله عنه وحدث به يحيى بن عروة المرادى قال: سمعت " عليا " رضى الله عنه يقول :
قُبِضَ النبى صلى الله عليه وسلم وأنا أرى أنى أحق بهذا الأمر
فاجتمع المسلمون على أبى بكر ، فسمعت وأطعت
ثم أن عمر أصيب ، فظننت أنه لايعدلها عنى فجعلها فى ستة أنا أحدهم .. فولوها عثمان .. فسمعت وأطعت
ثم أن "عثمان" قُتِلَ فجاءوا فبايعونى طائعين غير مكرهين ، ثم خلعوا بيعتى ..
فوالله ما وجدت إلا السيف أو الكفر بما أنزل الله عز وجل على محمد
فكل مايفيده هذا القول أن الامام " على " كان يرى أنه أحق بالخلافة من سواه ..
وهذا لاعيب فيه ولا إثم عليه .. إذ أنه يدور فى نطاق المباحات والمشروعات
فمن من الناس مهما كانت تقواه .. من لم تحدثه نفسه بالسعى لتحقيق أقصى طموحاته طالما أن هذه الطموحات لاتخرج عن دائرة رضوان الله تعالى .. لاترفع سيفا على امام ارتضاه المسلمون ولاتشق عصا الطاعة عليه بل إن هذه هى النفس البشرية فى أعلى درجات طهرها ونقائها ..
النفس القادرة على التفرقة بين الهوى المذموم وبين الطموح الحميد ، الذى يستهدف التنافس فى الخير وهذا ماعبر عنه الإمام " على " بأنه :
سمع وأطاع لأبى بكر .. وسمع واطاع لعمر .. وسمع واطاع لعثمان
فهو الامام العالم المدقق الحريص على وحدة المسلمين رغم مايراه فى نفسه أنه أحق بالإمامة أو جدير بأن يقوم بأعبائها ليحصل من الله عز وجل على ثوابها فهو يعلم فضل الامام العادل على غيره ويعلم أيضاً ما عُدَّ له من أجر وثواب فى الأخرة
زهده وعدله ..
إن ما كان من زهد الامام " على " وعدله فهو كثير .. وكثير ..
قال يصف الدنيا :
الدنيا جيفة .. فمن أراد منها شيئاً .. فليصبر على مخالطة الكلاب !
وقال عمار بن ياسر :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى بن أبى طالب :
يا على .. إن الله عز وجل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة أحب إليه منها :
الزهد فى الدنيا ..
فجعلك لاتنال من الدنيا شيئاً ولاتنال الدنيا منك شيئاً
ووهب لك حب المساكين ، ورضوا بك إماما ورضيت بهم اتباعا
فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ..
وويل لمن أبغضك وكذب عليك ..
فأما الذين أحبوك وصدقوا فيك .. فهم جيرانك فى دارك ورفقاؤك فى قصرك ..
وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك .. فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة ..
وعن محمد كعب القرظى قال :
سمعت على بن أبى طالب يقول :
" لقد رأيتنى وإنى لأربط الحجر على بطنى من الجوع وإن صدقتى لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار "
ولم يرد بقوله : " أربعين الفا " زكاة ماله
وإنما أراد الوقوف التى جعلها صدقة .. كان الحاصل من دخلها صدقة هذا العدد ، فإن أمير المؤمنين عليا لم يدخر مالا فقد قال ابن الحسن فى مقتله إنه لم يترك الا ستمائة درهم اشترى بها خادما.
وقيل فى زهده ..
إنه ما بنى لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بجبوته (من الجباية وهى الخراج) من المدينة فى جراب
وحدث عنه أبو النوار بياع الكرابيس (الثياب القطنية) قال :
أتانى على بن أبى طالب ومعه غلام له .. فاشترى منى قميص كرابيس (قطن) فقال لغلامه :
أختر أيهما شئت .. فأخذ الغلام أحدهما .. وأخذ " على " الآخر فلبسه ، ثم مد يده فقال لبائع الثياب :
إقطع الذى يفضل من قدر يدى .. فقطعه وكَفَّهُ (خاط حواشيه) ولبسه وذهب
وحَدَّثَ رجل من ثقيف قال :
استعملنى " على بن أبى طالب " على مدرج سابور ، فقال :
لا تضربن رجلاً سوطا فى جباية درهم ..
ولا تتبعن لهم رزقا ولا كسوة شتاءً ولاصيفاً ولادابة يعتملون عليها ..
ولاتقيمن رجلا قائماً فى طلب درهم
قلت : يا أمير المؤمنين .. إذن أرجع إليك كما ذهبت من عندك
قال : وإن رجعت ويحك
إنما أُمِرنَّا أن نأخذ منهم العفو يعنى الفضل
وذم رجلٌ الدنيا عند " على رضى الله عنه " فقال :
" الدنيا دار صدق لمن صدقها .. ودار نجاة لمن فهم عنها .. ودار غنى لمن تزود منها .. وهى مهبط وحى الله ! ومصلى ملائكته .. ومسجد أنبيائه ومتجر أوليائه .. ربحوا منها الرحمة .. واحتسبوا فيها الجنة ..
أرأيت كيف أنه يبرز أجمل ما فى الدنيا .. وهو الذى وصفها بأنها جيفة .. فمن أراد منها شيئاً فليصبر على مخالطة الكلاب ..
وهو صادق فى الحالتين .. لأن الدنيا ذات وجهين وهو البليغ الذى لايجارى فى استكناه حقائق الاشياء ومن ذا الذى يبلغ شأوه بين البلغاء !
فليس كل من يذم الدنيا بزاهد فيها . البعض يذمها لأنه عجز عن تحقيق أغراضه المادية فيها ، يجرى وراءها ، فما يجنى غير الشكاية والقلق والتبرم ..فيكون ذمه لها ليس من الزهد فى شئ .
إنه فقط يشارك الزاهدين الحقيقين بالقول فقط دون العمل ..
لمثل هؤلاء يكشف الامام حقيقة الزهد .. وإنه لايورث فى نفوسهم الضيق ولا القلق لأن لها جانباً آخر مشرقاً فى نفوسهم ..
فهى دار الصدق .. ودار نجاة .. ودار غنى .. إلى آخر ما جاء فى وصفه الرائع الجميل ..
ولأنها تعمل فى النهاية طبقاً لما أمرها الله عز وجل به ..
" يا دنيا.. من خدمنى .. فاخدميه ، ومن خدمك .. فاستخدميه " !!
فمناط الأمر كله .. هو حسن الصلة والتوجه إلى الله تعالى .. وخلوص العمل له .
اعتمر الامام فرأى رجلاً متعلقاً بأستار الكعبة .. يقول :
" يامن لايشغله سمع عن سمع .. ولا تُغْلِطَهُ المسائل .. ولايبرمه إلحاح الملحين ..
أذقنى برد عفوك .. وحلاوة مغفرتك
قال "على": والذى نفسى بيده لو قلتها وعليك ملء السموات والأراضين ذنوبا يغفر لك
شجاعته ..
إسلامه فى العاشرة من عمره دون استشارة أبيه نموذج لشجاعته منذ الصغر ..
صيحته فى وجه شيوخ قريش حينما سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النصير .. ولايجد إجابة من أحد .
فيقف وهو فى العاشرة ليقول دون خشية أو خوف : " أنا نصيرك "
نومه فى فراش النبى صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة .. وشباب البغى القرشى يحيطون بدار الرسول احاطة السور بالمعصم.
ألم يكن واردا أن يقتحموا عليه الدار ويقتلوه نائماً دون أن يكشفوا عنه الغطاء ..
أو حتى بعد أن يعرفوه .. لأنه خدعهم
ألا يعتبر هذا قمة الايمان والتصديق ..
وأعلى درجة من درجات التضحية والفداء
قال ابن اسحق :
وتتابع الناس فى الهجرة .. وكان آخر مَنْ قوم المدينة من الناس ولم يفتن فى دينه على بن أبى طالب
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخَرهُ بمكة .. وأمره أن ينام على فراشه وأَجَّلهُ ثلاثا . وأمره أن يؤدى إلى كل ذى حق حقه .. ففعل .
قال له الرسول : إن قريشا لم يفقدونى مارأوك ..
فاضطجع على فراشه . وكانت قريش تنظر إلى فراش النبى صلى الله عليه وسلم فيرون عليه " عليا " ، فقالوا :
لو خرج محمد لخرج بعلى معه فحبسهم الله بذلك عن طلب النبى حين رأوا عليا وأمر النبى صلى الله عليه وسلم عليا أن يلحقه بالمدينة
فخرج " على " فى طلبه بعدما أخرج أهل الرسول إليه ..
وكان يمشى الليل ويكمن النهار حتى قدم المدينة فلما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم قدومه قال : أدعو لى " عليا "
قيل : يارسول الله لايقدر أن يمشى
فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم
فلما رآه اعتنقه وبكى ، رحمة لما بقدميه من الورم
وكانتا تقطران دما ..
فتفل النبى صلى الله عليه وسلم فى يديه ، ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استشهد رضى الله تعالى عنه
عن أبى اسحق قال :
سأل رجل البراء وأنا أسمع
أشهد على بدرا ؟
قال : بارز ونصر وأعان
وحدث مصعب بن سعد عن أبيه سعد قال
لقد رأيت عليا يخطر بالسيف (يضرب بالسيف)
هام المشركين ويقول :
" سنمنح الليل كأنى جنى "
" أى لا أنام الليل فأنا متيقظ أبداً .. "
وحينما خرج عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة وابنه الوليد ابن عتبة ودعا إلى المبارزة .. خرج إليه أولا فتية من أبناء المدينة فلما عرفهم قال لهم :
مالنا بكم من حاجة إنما نريد قومنا
ونادى مناديهم :
يامحمد أخرج لنا أكفاءنا من قومنا ..
وخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب ، وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث ولم يمهل حمزة شيبة ولا أمهل "على" الوليد أن قتلاهما ...
ثم أعانا عبيدة - وقد ثبت له عتبة - على قتله
وعن يوم احد قال على :
لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت فى القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
والله ماكان ليفر .. وما أراه فى القتلى !
ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا ، فرفع نبيه !
فمالى خير من أن أقاتل حتى أقتل ،
فكسرت جفن( ) سيفى ثم حملت على القوم ..
فأفرجوا لى .. فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم
ودخل "على" على فاطمة رضى الله عنها يوم احد فقال : أفاطم هاك السيف غير ذميم
فلست برعديد .. ولا بلئيم
لعمرى لقد ابليت فى نصر احمد
ومرضاة رب بالعباد عليم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة
فقال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يامحمد هذا -لعمرك- المواساة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ياجبريل إنه منى "
فقال جبريل عليه السلام : وأنا منكما
وعن سعيد بن المسيب قال :
لقد أصابت علياً يوم أحد ست عشرة ضربه كل ضربة تلزم الأرض ..
فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام !
وعن ثعلبة بن مالك قال :
كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المواطن كلها.. فإذا كان وقت القتال أخذها :
" على بن أبى طالب "
ولفرط شجاعة الامام " على " واستبساله فى القتال .. وشدة يقظته عند لقاء الأعداء
كانت درعه صدراً لا ظهر لها
وقيل له : يا أمام : لماذا تجعل درعك
كذلك فقال :
" إذا استمكن عدوى من ظهرى فلا يُبْقِ ! "
أى أن ظهر المقاتل بالسيف لا ينكشف إلا فى حالة الفرار فقط ..
وهذا ليس من شيمته .. فهو يتمنى الموت ولا الفرار
وهو على شجاعته لم يكن يسمح للغرور أن يتسرب إلى نفسه قط ..
فكان لايبارز إلا من يتحداه أو يتحدى المسلمين عامة فى القتال ..
ولذا نرى نصيحته لابنة الحسن رضوان الله عليهما التى تعتبر درساً فى الشجاعة والقتال :
يابنى ..
لاتدعون أحدا إلى البراز ..
ولايدعونك أحد اليه إلا أجبته ..
فإنه بغى
والباغى مصروع
يوم الخندق ..
عظم البلاد بالمسلمين لغدر اليهود وتطويق المدينة بقبائل العرب والمشركين .. واشتد الخوف .. وأتاهم العدو من فوقهم ومن أسفل منهم .. حتى ظن المؤمنون كل ظن !
ونجم النفاق من بعض المنافقين ..
وحتى قال رجل من أهل بدر " معتب بن قشير :
" كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر "
وأحدنا اليوم لايأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط "
وحتى قال آخر (أوس بن قيظى) ..
على ملأ من رجال قوم :
" يارسول الله .. إن بيوتنا عورة من العدو فإذن لنا أن نخرج فنرجع إلى دارنا فإنها خارج من المدينة ! "
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بلا قتال إلا أن فوارس من قريش منهم
عمرو بن عبدود
وعكرمة بن أبى جهل وهبيرة بن أبى وهب المخزوميان وضرار بن الخطاب الشاعر بن مرداس
تأهبوا للقتال .. وخرجوا على خيلهم حتى مروا بمنازل بنى كنانة فقالوا :
تهيئوا يابنى كنانة للحرب فستعلمون منْ الفرسان اليوم ؟
ثم أقبلوا تسرع بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق فلما رأوه قالوا :
والله إن هذه لمكيدة ماكانت العرب تكيدها
عبور الخندق !
ثم تيمم هؤلاء الفرسان مكانا ضيقاً من الخندق فضربوا خيلهم .. فاقتحمت منه
فجالت بهم فى السبخة بين الخندق وسلع (الجبل) فخرج لهم فارس الاسلام الذى قال له الرسول صلى الله عليه وسلم " أنت منى .. وأنا منك "
فارس الاسلام .. الذى يحب الله ورسوله .. ويحبه الله ورسوله
فارس الاسلام الذى ثبت كالجبل الاشم مع رسول الله فى جميع مواقفه إنه على بن أبى طالب .
خرج فى نفر معه من المسلمين .. حتى أخذوا عليهم الثغرة التى أقحموا منها خيلهم
وأقبلت فرسان المشركين تسرع نحوهم
وكان عمرو بن ود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراح فلم يشهد يوم "أحد"
لأن أجله لم يكن قد حان بعد
فلما كان يوم الخندق خرج وله علامة يعرف بها (معلما) لِيُرىَ مكانه..
فلما وقف هو وخيله قال : وهو مُقَنع ومستتر بالحديد من يبارز ؟
فقام على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال :
أنا لها يا نبى الله
فقال النبى صلى الله عليه وسلم :
" إنه عمرو ... إجلس "
ثم نادى عمرو : الا رجل يبرز ؟
أين جنتكم التى تزعمون أن من قُتِلَ منكم دخلها ؟!
أفلا تبرزون إلىَّ رجلاً ؟
فقام على رضى الله عنه فقال : أنا يارسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجلس "
ثم نادى الثالثة .. فقال شعرا يزهو فيه بقوته
فقام "على" رضى الله عنه فقال : يارسول الله أنا له ..
فقال : " إنه عمرو !"
قال " على " : وإن كان عمرا
فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا له
فمشى إليه حتى أتى وهو يقول :
لاتعجلن فقد أتاك
مجيب صوتك غير عاجز
فى نية .. وبصيرة
والصدق منجى كل فائز
إنى لأرجو أن أقيم
عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء
يبقى ذكرها عند الهزاهز( )
فقال له عمرو : من أنت ؟ قال : أنا "على"
قال : ابن عبد( ) مناف ؟ قال : أنا على بن أبى طالب
فقال : يا ابن أخى .. من أعمامك من هو أسن منك فإنى أكره أن أهريق دمك
قال على : وكان لايحب أن يقاتل قبل أن يعرض الاسلام على خصمه ..
ياعمرو .. إنك قد كنت عاهدت الا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه ..
قال له : أجل
قال على : فإنى أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الاسلام
قال عمرو : لاحاجة لى بذلك
قال على رضى الله عنه :
إذن .. فإنى أدعوك إلى النزال
قال عمرو : لم ياابن أخى
فوالله ما أحب أن أقتلك ؟
قال على : لكنى والله أحب أن أقتلك !
فحَمِىَ عمرو عند ذلك ..
فاقتحم عن فرسه فعقره .. وضرب وجهه
ثم أقبل على "على"
فتنازلا .. وتجاولا .. وثار العجاج
وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير
فعرف المسلمون أن عليا قتله
وقال على رضى الله عنه فى ذلك :
أعلىَّ تُقْتَحَمُ الفوارس هكذا
عنى وعنهم أخروا أصحابى
عبد الحجارة من سفاهة رأيه
وعبدت رب محمد بصوابى
فصددت حين تركته متجدلاً
كالجذع بين دكادك( ) وروابى( )
وعففت عن أثوابه ولوأننى
كنت المقنطر بزنى أثوابى
لاتحسبن الله خاذل دينه
ونبيه يامعشر الأحزاب
ثم أقبل على رضى الله عنه نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل ، فقال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
هلا استلبته درعه ؟ قال : ضربته فانكفأ على وجهه فاستحييت
قال عمر : أنه ليس للعرب درع خير منها
قال على : استحييت أن أسلبه درعه وهو منكفئ على وجهه .. كأنه يتقينى بسوءته
وذاع ذكر على بن أبى طالب رضى الله عنه أكثر .. وأكثر .. بعد قتله عمرو بن ود .. أو عمرو بن عبد ود
حتى على لسان الأعداء
فقال ابن مسافع : فى بكائه شعراً يبكى فيه عمرو بن ود
ويذكر فيه على بن أبى طالب ويعيب على الفرسان الذين كانوا مع ابن ود وتركوه وولوا عنه :

عمرو بن عبد كان أول فارس
جزع( ) المزاد( ) وكان فارس يليل( )
سمحُ الخلائق ماجد ذو مرة( )
يبغى القتال بشكة لم ينكل( )
ولقد علمتم حين ولوا عنكم
أن ابن عبد فيهم لم يعجل
حتى تكنفه الكماة وكلهم
يبغى مقاتلة وليس بمؤتلى( )
ولقد تكنفت الأسنة فارسا
بجنوب سلع غير نكس أميل
نسل النزال "على" فارس غالب
بجنوب سلع ليته لم ينزل
فاذهب "على" فما ظفرت بمثله
فخراً ولا لاقيت مثل المعضل
نفسى الفداء لفارس من غالب
لاقى حمام الموت لم يتحلحل
أعنى الذى جزع المذاد بمهره
طلبا لثأر معاشر لم يخذل
أراد الشاعر ابن مسافع أن يقول :
إن عمرو بن ود كان أول فارس عبر الخندق
وإنه كان ذا قوة إذا عزم على القتال لا يلجأ إلى الفرار خوفاً من الأخطار لقد تركه رفاقه وولوا عنه .. لكنه لم يهرب أو يسرع فى الهرب مثلهم وهو لم يقصر حين احاط به المقاتلون الكماه وكلهم يرجون قتله لقد قتلت طعنات على فارسا غير هياب ولافرار
فعلى ابن الحرب والطعان فياليته لم يكن فى هذا المكان ..
أو ياليت بن عبد ود لم ينزل فى هذا المكان الذى قتل فيه
فَعُدْ ياعلى بما ظفرت فإنك لم تظفر أبداً بمقاتل تفخر بأنك صارعته وصَرَعتهُ مثل هذا البطل المعضل
ثم يقول فى النهاية إنه كان يود أن يفدى ابن ود الشجاع الذى لم يتزحزح عن مكانه فى القتال ..
ابن ود هذا الفارس الذى قطع الخندق واجتازه طلباً للثأر ولكنه طلبه ممن لم ينهزم ولم يُخزل .
والذى يهمنا فى هذا الشعر ماجاء فيه من الاقرار ببطولة فارس الاسلام على بن أبى طالب ..
خاصة وأن هذا الاقرار جاء رغم أنوف الأعداء إذ لامهرب من الاعتراف به لأنه حقيقة واقعة مفجعة لهم ومفرحة لجميع المسلمين.
إن الشاعر عاد باللوم على من كانوا مع عمرو بن ود لاسراعهم فى الهرب ..
ولكن ماذا كان فى مقدورهم أن يفعلوه .. وقد رأوا فارسهم الذى كان يقوم على أقل التقديرات بأنه كان يعدل أربعين فارساً لقد فزعت الخيول وملأ الخوف والهلع قلوب الرجال المرافقين لابن عبد ود .. والذين عبروا معه الخندق .. ولاذ الجميع بالفرار إلى حيث كانوا خزايا .. أذلة .. فكانوا بداية انكشاف غمة الحصار المضروب على المدينة .. وعودة الجموع التى احتشدت لاستئصال الاسلام وجنوده

وفى خيبر ..
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكرالصديق عنه برايته إلى حصن من حصون خيبر "حصن ناعم" الذى توجد به ذخائر اليهود كى يفتحه فقاتل ورجع دون أن يُفتَحُ الحصن .. وقد جهد .. ثم بعث عمر بن الخطاب فى الغداة ..
فقاتل ، فرجع ولم يكن فتح .. وقد جهد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله .. يفتح الله على يديه .. ليس بفرار "
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليا رضوان الله عليه " وهو أرمد (أى أن بعينيه مرض الرمد) فتفل فى عينه ، ثم قال :
خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك فخرج بها يُهرول هرولة وخلفه المسلمون يتبعون أثره حتى ركز رايته فى رضم من حجارة تحت الحصن ..
فاطلع إليه يهودى من رأس الحصن فقال :
من أنت ؟
قال : أنا على بن أبى طالب
قال اليهودى : علوتم .. وما أُنزِل على موسى
فخرج إليه أهل الحصن فقاتلهم..
فضربه رجل منهم من يهود فطرح ترسه من يده فتناول "على" عليه السلام بابا كان عند الحصن فترس به عن نفسه ..
فلم يزل فى يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه .. ثم ألقاه من يده حين فرغ
يقول أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فلقد رأيتنى فى نفر سبعة معى أن ثامنهم نجهد على ان نقلب ذلك الباب فما نقلبه
ــــــــ
البيعة
قال ابن سعد :
لما قتل عثمان رحمه الله يوم الجمعة لثمانى عشرة ليلة مضت من ذى الحجة سنة خمس وثلاثين
وبويع لعلى بن أبى طالب رحمه الله بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان ، بالخلافة
بايعه طلحة ، والزبير ، وسعد بن أبى وقاص ، وسعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل ، وعمار بن ياسر ، وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف ، وأبو أيوب الأنصارى ، ومحمد بن مسلمة وزيد بن ثابت ، وخزيمة بن ثابت ..
وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم ذكر طلحة والزبير أنهما بايعا كارهين غير طائعين وخرجا إلى مكة وبها عائشة.. ثم خرجا من مكة ومعهما عائشة إلى البصرة يطالبون بدم عثمان :
ثم كان ما كان من أمر القتال فى موقعة الجمل ..
وما كان بعد ذلك من قتال بين الامام " على " وبين معاوية بن أبى سفيان
وبعد أن كان المسلمون يقاتلون الأعداء المشركين أصبح يقاتل بعضهم بعضاً ..
مما جعل أحد أحبار اليهود يتهكم فيسأل الامام عليا :
ما بلكم لم يمض على وفاة نبيكم أكثر من خمسة عشر عاما حتى تقاتلتم
قال له على : وما بالكم لم تجف أقدامكم من رهو البحر حتى قلتم : أجعل لنا إلها كما لهم آلهة !
الفتنة
لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم ينتقل إلى الرفيق الأعلى حتى ظهرت بوادر التنافس القبلى ..
أولاً : فى سقيفة بنى ساعدة .
أراد الأنصار أن يَخْلِفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قيادة جموع المسلمين .. أو يقتسموها بينهم وبين المهاجرين
فخرج صوت يقول : " منا أمير ومنكم أمير
وكان رد عمر حاسماً :
" لايجتمع سفيان فى غمد واحد "
ودعم قول عمر ما ساقه أبو بكر بأسلوبه الحازم الحكيم والله ماننكر فضلكم .. ولا .. ولا ..
ولكنكم عرفتم أن هذا الحى من قريش بمنزلة من العرب فليس بها غيرهم . وأن العرب لن تجتمع إلا على رجل منهم
" فنحن الأمراء وأنتم الوزراء "
وخمدت الفتنة إلى حين ..
وكان قد انفتح باب آخر للتنافس القبلى على النبوة نفسها فى أواخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج مدعى النبوة الكاذبة تحت شعار
" كذاب اليمامة أفضل لديهم من صادق مضر "
وبديهى أن هذا الشعار لا يرفعه إلا مشرك ..
ولا يسير تحت رايته إلا مشركون
وما كاد المسلمون يجمعون على خلافة أبى بكر رضى الله عنه حتى أكل التنافس القبلى رافعاً رأسه فى صورة أخرى
قوم لا يخرجون على الاسلام فى ظاهر الأمر لكنهم يمتنعون علانية عن دفع الزكاة .. يتأولون القرآن تأويلا خاطئا يؤدى فى النهاية إلى التحلل من أركان الاسلام .. ركنا ركنا ..
قال تعالى :
" خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها .. " التوبة103
فاعتقد بعض مانعى الزكاة من العرب أن دفع الزكاة إلى الامام لايكون . وإنما كان هذا خاصاً بالرسول صلى الله عليه وسلم وقد رد عليهم هذا التأويل والفهم الفاسد أبو بكر الصديق وسائر الصحابة وقاتلوهم حتى أدوا الزكاة إلى الخليفة كما كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال الصديق :
والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم على منعه ..
وقد عبر عن هذا الشعار -منع الزكاة- احد الشعراء فقال :
أطعنا رسول الله ما كان بيننا
فيالعباد الله ما لأبى بكر
أيورثها بكراً إذا مات بعده
وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
بل أن أبا سفيان حاول أن يعيد التنافس القبلى بعد أن فاته السبق فى الإسلام واستحالة السبق على النبوة لأنها من اختبار الله تعالى :
"والله أعلم حيث يجعل رسالته "
أما التنافس على الاخلافة فيخضع لاختيار الناس
دخل أبو سفيان على "على" والعباس رضى الله عنهما
فقال : يا " على " .. وأنت يا عباس
مابال هذا الأمر - الخلافة - فى أذل قبيلة من قريش وأقلها ، والله لئن شئت لأملأنهما عليه خيلاً ورجالا !
فقال له "على" :
لا والله ما أريد أن تملأها عليه خيلا ورجالا ..
ولولا أنَّا رأينا أبا بكر لذلك أهلاً ماخليناه وإياها
ياأبا سفيان إن المؤمنين قوم نصحه بعضهم لبعض متوادون وإن بعدت ديارهم وابدانهم وإن المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض وإن قربت ديارهم وأبدانهم.
وإنا قد بايعنا أبا بكر وكان لذلك اهلاً "
وكان هذا التنافس القبلى على الخلافة يدور فى ذهن أبى سفيان وزوجه هند حتى فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكانا ينصحان ابنهما معاوية بالأعداد لهذا اليوم الذى يمكن أن يكون فيه خليفة للمسلمين
" قَدِمَ معاوية مرة من الشام ، وكان عمر قد استعمله عليها ، فدخل على أمه هند فقالت له : " يابنى .. إنه قلما ولدت حرة مثلك
وقد استعملك هذا الرجل أو كأنها لاتعرف اسمه .. فاعمل بما وافقه
أحببت ذلك أم كرهت "
ثم دخل على أبيه أبى سفيان فقال له :
" إن هذا الرهط من المهاجرين .. سبقونا .. وتخلفنا عنهم
فدفعهم سبقهم .. وقصر بنا تخلفنا .. فصرنا تبعاً .. وصاروا قادة
وقد قلدوك جسيماً من أمرهم .. فإنك تجرى إلى أمد لم تبلغه !!
ولو قد بلغته .. لتنفست فيه "
ويتتابع النقل عن معاوية
" فعجبت من اتفاقهما فى المعنى على اختلافهما فى اللفظ "
والذى يتابع سيرة معاوية مع عمر بن الخطاب
يعرف تماماً أن معاوية قد استوعب الدرس الذى تلقاه عن أبيه أبى سفيان وأمه هند بنت عتبة والتى كان يفخر بها دائماً ويقول فى أعز المواقف لديه " أنا ابن هند "
كما كان يفخر كذلك بأبيه أبى سفيان
كما حدث عندما اجتمع برهط من أهل الكوفة ممن يسمون بالمؤلبين على عثمان رضى الله عنه
فقال لهم فيما قال :
"وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها ..
وإنى لأظن أن أبا سفيان لو وَلَدَ الناسَ لم يلد إلا حازماً "
فانبرى له أحدهم وقال له : كذبت ..
قد ولدهم من هو خير من أبى سفيان ... "
فهل يا ترى .. فكر الامام على رضى الله عنه
أن معاوية بن أبى سفيان سينصاع له ولقرار عزله ويترك موقعه بعد كل هذه السنوات التى أمضاها فى الاعداد والتمكين لمثل هذا اليوم ؟
دخل عليه المغيرة بن شعبة فقال :
" إن لك حق الطاعة والنصيحة ، وإن الرأى اليوم تُحِرزُ به ما فى غد ، وإن الضياع اليوم تُضَيعُ به ما فى غد
" أقرر معاوية على عمله .. وأقرر ابن عامر على عمله .. وأقرر العمال على أعمالهم حتى إذا أتتك طاعتهم وبيعة الجنود استبدلت .. أو تركت "
قال " على " : حتى أنظر
وخرج المغيرة من عنده وعاد إليه من الغد فقال:
إنى أشرت عليك بالأمس برأى
وإن الرأى أن تعاجلهم بالنزوع ! (غير رأيه)
فَيُعْرَفُ السامعُ من غيره (أى يعرف المطيع من العاصى)
ثم خرج وتلقاه ابن عباس خارجاً .. وهو داخل فلما انتهى إلى "على" قال :
رأيت المغيرة خرج من عندك ففيم جاءك ؟
قال : جاءنى أمس بذيةٍ وذية .. أى بكذا .. وكذا وجاءنى اليوم بذية وذية
قال ابن عباس :
أما أمس فقد نصحك ، وأما اليوم فقد غشك
قال : فما الرأى ؟
قال : كان الرأى أن تخرج حين قُتِلَ الرجل (عثمان) أو قبل ذلك فتأتى مكة فتدخل دارك وتغلق عليك بابك ، فإن كانت العرب جائلة مضطربة فى أثرك لا تجد غيرك فأما اليوم فإن فى بنى أمية من يستحسنون الطلب بأن يلزموك شعبة من هذا الأمر، ويشبهون على الناس .. ويطلبون مثل ما طلب أهل المدينة ، ولاتقدر على ما يريدون ولايقدرون عليه ولو صارت الأمرو إليهم ..
وقال المغيرة : نصحته والله ، فلما لم يقبل غششته وخرج المغيرة حتى لحق بمكة
وقال الإمام على : والله لو كان ساعة من نهار لاجتهدت فيها رأيى ، ولا وليت هؤلاء ولامثلهم يولى.
انصرف من عندى المغيرة وأنا أعرف فيه أنه يرى أنى مخطئ فقال إنى أشرت عليك أول مرة بالذى أشرت عليك أن أرسل إلى عبد الله بن عامر وإلى معاوية وإلى عمال عثمان بعهودهم تقرهم على أعمالهم ويبايعون لك الناس ، فإنهم يهدئون البلاد ويسكنون الناس
ثم رأيت بعد ذلك رأياً ، وأنا أرى أن تصنع الذى رأيت فتنزعهم وتستعين بمن تثق به ، فقد كفى الله وهم أهون شوكة مما كانوا
قال ابن عباس : أما المرة الأولى فقد نصحك .. وأما المرة الآخرة فقد غشك
قال على : ولم نصحنى ؟
قال ابن عباس : لأنك تعلم أن معاوية وأصحابه أهل دنيا فمتى تثبتهم لا يبالوا بمن ولى هذا الأمر ومتى تعزلهم يقولوا :
أخذ هذا الأمر بغير شورى ، وهو قتل صاحبنا .. ويؤلبون عليك فينتتقض عليك أهل الشام وأهل العراق ، مع أنى لا آمن عليك أن يكر طلحة والزبير
قال على : أما ما ذكرت من إقرارهم فوالله ما أشك أن ذلك خير فى عاجل الدنيا لاصلاحها .. وأما الذى يلزمنى من الحق والمعرفة بعمال عثمان ..فوالله لا أُولى منهم أحداً أبدا
فإن أقبلوا فذلك خير لهم .. وإن أدبروا بذلت لهم السيف
قال ابن عباس : فأطعنى وادخل دارك ، والْحَقْ بمالك بينبع ..
وأغلق بابك عليك ، فإن العرب تجول جولة وتضطرب ولاتجد غيرك .. فإنك والله لئن نهضت مع هؤلاء ليحملنك الناس دم عثمان غداً
فأبى "على" وقال لابن عباس : " سر إلى الشام فقد وليتكها "
فقال ابن عباس : ما هذا برأى .. معاوية رجل من بنى أمية .. وهو ابن عم عثمان وعامله على الشام .. ولست آمن أن يضرب عنقى أو أدنى ماهو صانع : أن يحبسنى فيتحكم علىَّ
قال على : ولم ؟
قال ابن عباس : لقرابة مابينى وبينك .. وإن كل ما حُمِلَ عليك حُمِلَ علىَّ ولكن أكتب إلى معاوية فعده ومَنِّهِ
فأبى "على" وقال : والله لايكون هذا أبداً
وعاود المغيرة النصح فقال :
أُشِيرُ عليك برد عمال عثمان عامك هذا .. فاكتب إليهم بإثباتهم على اعمالهم ، فإذا بايعوا لك .. وأطمأن الأمر لك ..
عزلت من احببت .. وأقررت من أحببت
قال على : والله لا أداهن فى دينى .. ولا أعطى الدنىَّ فى أمرى
قال المغيرة : فإن كنت قد أبيت علىَّ .. فانزع من شئت .. واترك معاوية .. فإن لمعاوية جرأة .. وهو فى أهل الشام يُسْمَعُ منه ولك حجة فى إثباته .. كان عمر بن الخطاب ولاه الشام كلها
قال : والله لا أستعمل معاوية يومين أبداً
ثم عاد المغيرة : فقال : أنت مصيب .. لاينبغى أن تأخذ أمرك بخدعة ولايكون فى أمرك دلسة ..
قال ابن عباس : لقد نصحك أولاً وغشك آخر
وأنا أشير عليك بأن تثبت معاوية ، فإن بايع لك فعلىَّ أن أقلعه من منزله
قال " على " : لا والله .. لا أعطيه إلا السيف ثم تمثل بهذا البيت
ماميتة إن متها غير عاجز
بعار إذا ما غالت النفس غولها
فقلت : يا أمير المؤمنين .. أنت رجل شجاع لست بأرِبٍ (فطن) بالحرب .. أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الحرب خدعة" .. قال : بلى
فقال ابن عباس : أما والله لئن أطعتنى لأصدرن بهم بعد ورد .. ولأتركنهم ينظرون فى دبر الأمر لايعرفون ما كان وجهها .. فى غير نقصان عليك ولا إثم لك.
قال : يا ابن عباس : لست من هنياتك وهنيات معاوية فى شئ .. تشير علىَّ وأرى فإذا عصيتك فأطعنى .. قال ابن عباس : فقلت له : أفعل
إن أيسر مالك عندى الطاعة
وعلى أية حال .. فقد حدثت الفتنة وتكشفت أنيابها
رفض معاوية أن يبايع " عليا " وكان رسول " على " إلى معاوية سبرة الجهنى قدم عليه فلم يكتب معاوية بشئ ولم يجبه ورد رسوله وجعل كلما استحثه على الجواب لم يزد على قوله :
أدم إدامة حصن او خذا بيدى
حربا ضروسا تشب الجزل والضرما
فى جاركم وابنكم إذ كان مقتله
شنعاء شيبت الصداغ واللمما
أعيا المسؤدبها والسيدون فلم
يوجد لها غيرنا مولا ولا حكما
وفى التمثل بهذه الأبيات اشارة إلى الحرب الضروس وإلى مقتل عثمان رضى الله عنه وأنه أى معاوية هو ولى الدم الوحيد له
رد معاوية على "على"
فى الشهر الثالث من مقتل عثمان رضى الله عنه فى صفر ..
دعا معاوية برجل من بنى عبس ، ثم أحد بنى رواحة يدعى "قبيصة" فدفع إليه طومارا (كتاب) مختوما عنوانه :
"من معاوية إلى على "
فقال : إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار ،
ثم أوصاه بما يقول : وسرَّحّ رسول " على "
وخرج الرجلان فدخلا المدينة فى غرة ربيع الأول ..
فلما دخلا المدينة رفع العبسى الطومار كما أمره معاوية وخرج الناس ينظرون إليه، فتفرقوا إلى منازلهم وقد علموا أن معاوية معترض ومضى حتى يدخل على "على"
فدفع إليه الطومار ..
ففض "على" خاتمه فلم يجد فى جوفه كتابة
فقال للرسول : " ماوراءك ؟ "
قال : أأمن أنا ؟



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسلام عبدالسلام
عضوذهبى

عضوذهبى
اسلام عبدالسلام


الإمام على كرم الله وجهه Ami16831
مصر
ذكر
العمر : 38
برج : السرطان
عدد المساهمات : 51
نقاط : 67
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 12/04/2011
الإمام على كرم الله وجهه GLx98673
الإمام على كرم الله وجهه 1-3811
شكراًلك لزياتك لصفحتى


الإمام على كرم الله وجهه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام على كرم الله وجهه   الإمام على كرم الله وجهه I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2011, 2:08 pm

بارك الله فيك اخوناالفاضل على الموضوع القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمام على كرم الله وجهه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام على كرم الله وجهه
» الإمام على كرم الله وجهه
» أقوال الإمام علي كرم الله وجهه
»  رد الإمام علي رضى الله عنه على 46 سؤال من أسئلة الرهبان
» الإمام البخاري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الخفاجيه :: القصص والروايات :: قصص الصحابة-
انتقل الى: