قصيدةِ البُردةِ المباركةِ كاملةً
للإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري
أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذيسَــلَمِ***********مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍبِدَمِ
أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِكــاظِمَةٍ******وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِناِضَمِ
فـما لِعَينـيك اِن قُلتَ اكْفُفَـاهَمَـتَا************وما لقلبِكَ اِن قلتَ اسـتَفِقْيَهِــمِ
أيحَســب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــمٌ*****ما بينَ منسَــجِمٍ منهومُضْـطَـرِمِ
لولا الهوى لم تُرِقْ دمعـــا على طَلِلِ****** ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِوالعَلَـمِ
به عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ
فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـاشَــهِدَت*****به عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ
وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍوضَـنَى****مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـكوالعَنَـمِ
نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوىفـأَرَّقَنِي******والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ
يــا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً*****مِنِّي اليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَمتَلُـمِ*
عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّي بمُسْـتَتِرٍ******عن الوُشــاةِ ولا دائيب مُنحَسِــمِ
مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَســتُ أسمَعُهُ******اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ فيصَمَـمِ
اِنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّـيْبِ فِيعَذَلِي*****والشَّـيْبُ أبعَـدُ في نُصْحٍ عَنِالتُّهَمِ
فـانَّ أمَّارَتِي بالسـوءِ مــااتَّعَظَت******مِن جهلِـهَا بنذير الشَّـيْبِ والهَـرَمِ
ولا أعَــدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِ قِرَى*****ضَيفٍ أَلَـمَّ برأسـي غيرَمُحتشِـمِ
لــو كنتُ أعلـمُ أنِّي مــاأُوَقِّرُهُ******كتمتُ سِـرَّا بَــدَا لي منه بالكَتَمِ
مَن لي بِرَدِّ جِمَــاح مِن غَوَايتِهَــا*******كما يُرَدُّ جِمَاَحُ الخيــلِ بالُّلُـجُمِ
حُبِّ الرّضَاع وَإِِِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِــمِ******اِنَّ الطعـامَ يُقوِّي شــهوةَالنَّهِمِ
والنَّفسُ كَالطّفلِ إِنْ تُهمِلْه ُشَبَّ عَلَى******فـلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْـرَشـهوَتهَا
فاصْرِف هواهــا وحاذِر أَن تُوَلِّيَهُ******اِنَّ الهوى مـا تَـوَلَّى يُصْمِ أويَصِمِ
وراعِهَـا وهْيَ في الأعمال سـائِمَةٌ*******واِنْ هِيَ استَحْلَتِ المَرعى فلاتُسِـمِ
كَـم حسَّــنَتْ لَـذَّةً للمرءِقاتِلَةً******مِن حيثُ لم يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ
واخْشَ الدَّسَائِسَ مِن جوعٍ ومِن شِبَعٍ*******فَرُبَّ مخمَصَةٍ شَـــرٌّ مِنَ التُّـخَمِ
واستَفرِغِ الدمعَ مِن عينٍ قَـدِامْتَلأتْ*******مِن المَحَـارِمِ والزم حمية الندم
وخالِفِ النفسَ والشيطانَ واعصِهِـمَا********واِنْ همـا مَحَّضَـاكَ النُّصحَ فاتَّهِـمِ
ولا تُطِعْ منهما خصمَا ولاحكَمَــا*********فأنت تعرفُ كيـدَ الخَصمِ والحَكَـمِ
ظَلمتُ سُـنَّةَ مَن أحيــا الظلامَالى**********أنِ اشـتَكَتْ قدمَــاهُ الضُّرَّ مِنوَرَمِ
وشَدَّ مِن سَغَبٍ أحشــاءَهُوطَـوَى*********تحتَ الحجارةِ كَشْــحَاَ ًمُتْرَفَالأَدَمِ
وراوَدَتْــهُ الجبالُ الشُّـمُّ مِنذَهَبٍ*********عن نفسِـه فـأراها أيَّمَـــاشَمَمِ
وأكَّــدَت زُهدَهُ فيهاضرورَتُــهُ**********اِنَّ الضرورةَ لا تعــدُو على العِصَمِ
محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ*********والفريقـين مِن عُـربٍ ومِنعَجَـمِ
----------------------------
ثم اضاف قائلا يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم
محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ ********** والفريقـين مِن عُـربٍ ومِنعَجَـمِ
نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلاأَحَــدٌ ********** أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولانَعَـمِ
هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ ******** لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِمُقتَحَمِ
دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ ********* مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِمُنفَصِـمِ
فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفيخُلُـقٍ *********** ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولاكَـرَمِ
وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ ********** غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ
وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَحَدِّهِــمِ *********** مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِالحِكَـمِ
فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُوصورَتُهُ *********** ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُالنَّسَــمِ
مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ***********فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُمنقَسِـمِ
دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ*********واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ
وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِنشَـرَفٍ*********وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِنعِظَـمِ
فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له**********حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ
لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً***********أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَال رِّمَمِ
لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه**********حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولمنَهِمِ
أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى**********في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُمُنفَحِمِ
كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِنبُــعُدٍ**********صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِنأَمَـمِ
وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــاحقيقَتَهُ**********قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ
فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ***********وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ
وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا*********فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِبِهِــمِ
فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا**********يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ
أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ*************بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِمُتَّسِـمِ
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ فيشَـرَفٍ*********والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ
كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــهِ***************في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ
كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ فيصَدَفٍ*******مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ
لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّأعظُمَهُ********طوبى لمُن تَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ
أبــانَ مولِدُهُ عن طِيــبِ عنصُرِهِ********يـــا طِيبَ مُبتَـدَاٍ منه ومُختَتَـمِ
يَــومٌ تَفَرَّسَ فيــه الفُرسُ أنَّهُـمُ*************قَــد أُنـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ
وبـاتَ اِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَمُنْصَدِعٌ*************كَشَـملِ أصحابِ كِسـرَى غيرَمُلتَئِمِ
والنارُ خـامِدَةُ الأنفـاسِ مِنأَسَـفٍ**************عليه والنهرُ سـاهي العَيْنِ مِنسَـدَمِ
وسـاءَ سـاوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَـا************وَرُدَّ وارِدُهَـا بــالغَيْظِ حينَظَـمِي
كــأَنَّ بالنـارِ ما بالمـاءِ مِنبَلَـلٍ**************حُزْنَـاً وبـالماءِ ما بـالنار مِنضَـرَمِ
والجِنُّ تَهتِفُ والأنــوارُســاطِعَةٌ*************والحـقُّ يظهَـرُ مِن معنىً ومِنكَـلِمِ
عَمُوا وصَمُّوا فــاِعلانُ البشـائِرِلم************تُسمَعْ وبـــارِقَةُ الاِنذارِ لمتُشَـم
مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم*************بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ
وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِِ مِنشُـهُبٍ***********مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِنصَنَ
حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ*************مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَمُنهَـزِمِ
كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُأبْرَهَـةٍ**************أو عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِرُمِي
نَبْذَا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا*************نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِملتَقِـمِ
جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُسـاجِدَةً*************تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلاقَدَمِ
كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَاكَتَبَتْ*************فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ فيالَّلـقَمِ
مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَســائِرَةً**************تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِحَمِي
وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِنكَرَمِ************وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي
فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لميَرِمَـا**********وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِنأَرِمِ
ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على************خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولمتَحُمِ
وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ***************مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُمِ
--------------------------------
ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُبِهِ**********اِلا ونِــلتُ جِـوَارَاً منه لميُـضَمِ
ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنيَـدِهِ************اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِمُسـتَلَمِ
لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّلَهُ*************قَلْبَاً اِذا نــامَتِ العينـانِ لميَنَـمِ
وذاكَ حينَ بُلُــوغٍ مِننُبُوَّتِــــهِ**************فليسَ يُنـكَرُ فيهِ حـالُمُحتَلِــمِ
تبــارَكَ اللهُ مــا وَحيٌبمُكتَسَـبٍ***************ولا نــبيٌّ على غيــبٍبمُتَّهَـمِ
كَــم أبْرَأَتْ وَصِبَـاً باللمسِراحَتُهُ*************وأطلَقَتْ أَرِبَــاً مِن رِبــقَةِاللمَمِ
وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَدَعوَتُهُ***************حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِالدُّهُـمِ
بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَـاحَبهــا*************سَـيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَـيْلٌ مِنَالعَرِمِ
دَعنِي وَوَصفِيَ آيـــاتٍ لهظهَرَتْ************ظهُورَ نـارِ القِرَى ليـلا علىعَـلَمِ
فالــدُّرُ يزدادُ حُسـناً وَهْوَمُنتَظِمُ***************وليس يَـنقُصُ قَــدرَاً غيرَمُنتَظِمِ
فمَــا تَطَـاوُلُ آمــالِ المدِيحِالى*****************مـا فيـه مِن كَرَمِ الأخلاقِوالشِّيَمِ
آيــاتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِمُحدَثَــةٌ******************قــديمَةٌ صِفَةُ الموصـوفِبالقِـدَمِ
لم تَقتَرِن بزمـــانٍ وَهْيَتُخبِرُنــا*******************عَنِ المَعَـــادِ وعَن عـادٍ وعَناِرَمِ
دامَتْ لدينـا ففاقَتْ كُــلَّمُعجِزَةٍ***************مِنَ النَّبيينَ اِذ جــاءَتْ ولَمتَـدُمِ
مُحَكَّـمَاتٌ فمــا تُبقِينَ مِنشُـبَهٍ**************لــذي شِـقَاقٍ وما تَبغِينَ مِنحِكَمِ
ما حُورِبَت قَطُّ الا عــادَ مِنحَرَبٍ*************أَعـدَى الأعـادِي اليها مُلقِيَالسَّلَمِ
رَدَّتْ بلاغَتُهَــا دَعوىمُعارِضِهَـا************رَدَّ الغَيُورِ يَـدَ الجــانِي عَنالحُرَمِ
لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ فيمَـدَدٍ*************وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِوالقِيَمِ
فَمَـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَىعجائِبُهَـا**************ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِبالسَّأَمِ
قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُلــه*************لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ اللهفـاعتَصِمِ
كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُبِـهِ************مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُكالحُمَـمِ
وكـالصِّراطِ وكـالميزانِمَعدَلَــةً**************فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لميَقُمِ
لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَيُنكِرُهَــا**************تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِالفَهِمِ
قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِنرَمَدٍ*************ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِنسَــقَمِ
يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَسـاحَتَهُ***************سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِالرُّسُـمِ
ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَىلمُعتَبِـرٍ***************ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَىلِمُغتَنِمِ
سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الىحَرَمِ***************كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَالظُّلَمِ
وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَمَنزِلَــةً****************مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَمتُـرَمِ
وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِبهـــا**************والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ علىخَـدَمِ
وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَبهم*************في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَالعَـلَمِ
حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاًلمُســتَبِقٍ**************مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىًلمُســتَنِمِ
خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِاِذ************نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِالعَــلَمِ
كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّمُســتَتِرِ**************عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّمُكتَتِمِ
فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَمُشـتَرَكٍ****************وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَمُزدَحَمِ
وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِنرُتَبٍ**************وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِننِعَــمِ
بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّلنا**************مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَمنهَــدِمِ
لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــالطــاعَتِهِ**************بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَالأُمَـمِ
راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُبِعثَتِهِ**************كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَالغَنَـمِ
مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّمُعتَرَكٍ**************حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا علىوَضَـمِ
وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَبـه*************أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِوالرَّخَمِ
-------------------------------------
الصفحة الاخيرة من البردة
تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَعِدَّتَهَـا************ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِالحُـرُمِ
كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّسـاحَتَهُم************بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَاقَـرِمِ
يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَســابِحَةٍ*************يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِملتَـطِمِ
مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ للهمُحتَسِـبٍ*************يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِمُصطَـلِمِ
حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَبهـم****************مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَالرَّحِـمِ
مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِأَبٍ*****************وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولمتَئِـمِ
هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُممُصَادِمَهُم**************مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّمُصطَدَمِ
وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْأُحُدَا*****************فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَالوَخَمِ
المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ماوَرَدَتْ***************مِنَ العِــدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِنالِّلمَـمِ
والكاتِبينَ بِسُــمرِ الخَطِّ ماتَرَكَتْ****************أقــلامُهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَمُنعَجِمِ
شـاكِي السـلاحِ لهم سِيمَىتُمَيِّزُهُم****************والوَرْدُ يمتـازُ بالسِّيمَى عَنِالسَّـلَمِ
تُهدِي اليـكَ رياحُ النَّصرِنَشْـرَهُمُ*************فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّكَمِي
كــأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُرُبَـاً*************مِن شَـدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شـدَّةِالحُزُمِ
طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِـهِمفَرَقَاً**************فمـا تُـفَرِّقُ بين البَهْـمِوالبُهَـمِ
ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِنُصرَتُـهُ**************اِن تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَاتَجِمِ
ولَن تَــرى مِن وَلِيٍّ غيرَمنتَصِـرٍ*****************بِــهِ ولا مِن عَــدُوٍّ غيرَمُنعَجِمِ
أَحَــلَّ أُمَّتَـهُ في حِـرْزِمِلَّتِــهِ*******************كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشـبالِ فِيأَجَمِ
كَـم جَدَّلَتْ كَـلِمَاتُ الله مِنجَدَلٍ******************فيه وكـم خَصَمَ البُرهانُ مِنخَصِمِ
كفــاكَ بـالعلمِ في الأُمِّيِّمُعجَزَةً***************في الجاهـليةِ والتــأديبَ فياليُتُمِ
خَدَمْتُهُ بمديــحٍ أســتَقِيلِبِـهِ*****************ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِوالخِدَمِ
اِذ قَـلَّدَانِيَ ما تُخشَـىعـواقِبُـهُ*****************كــأنني بِهِــمَا هَدْيٌ مِنَالنَّعَمِ
أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِومــا**************حَصَلتُ الا على الآثـامِوالنَّـدَمِ
فيـا خَسَــارَةَ نَفْسٍ فيتِجَارَتِهَـا***************لَم تَشتَرِ الدِّينَ بـالدنيا ولمتَسُـمِ
ومَن يَبِــعْ آجِـلا منهبـعاجِلِـهِ****************بِينَ لـه الغَبْنُ في بَيْـعٍ وفيسَـلَمِ
اِنْ آتِ ذَنْبَـاً فمــا عَهدِيبمُنتَقِضٍ************مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبـلِيبمُنصَـــرِمِ
فـــاِنَّ لي ذِمَّةً منــهبتَسـمِيَتِي*************** محمد وهو اوفى الخلق بالدمم
اِنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاًبِيَدِي**********فَضْلا والا فَقُــلْ يــا زَلَّةَالقَدَمِ
حاشــاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِيمَكَارِمَهُ
ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَـــارِيمَدَائِحَهُ************وجَدْتُـهُ لخَلاصِي خــيرَمُلتَـزِمِ
ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَــدَاًتَرِبَتْ***********اِنَّ الحَيَـا يُنْبِتُ الأزهارَ فيالأَكَـمِ
ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيـا التياقتَطَفَتْ********يَــدَا زُهَيْرٍ بمـا أثنَى علىهَـرِمِ
يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُبه********سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِالعَمِمِ
ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَبي ***********اذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِمُنتَقِـمِ
يا نَفْـسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍعَظُمَتْ***************اِنَّ الكَبَـائِرَ في الغُفرَانِكـالَّلمَـمِ
لعَـلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَيَقسِــمُهَا****************** **تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ فيالقِسَمِ
يا رب وجعل رجائي غير منعكس *************لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَمُنخَرِمِ
ولطف بعبدك في الدارين ان له *************صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُينهَزِمِ
وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منكدائِمَةٍ*************عـلى النبِيِّ بِمُنْهَــلٍّومُنسَـجِم
ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُصَبَـا*****************وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِبالنَّغَمِ
ثُمَّ الرِّضَـا عَن أبي بَكرٍ وعَنعُمَرَ************وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمـانَ ذِيالكَرَمِ
والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَفَهُـمْ*********أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِوالكَـرَمِ
انتهت القصيدة وهناك من اضاف
لها مولايا صلي وسلم دائم الابدا *****على حبيبك خير الخلق والرسل
-------------------------